روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | هل أغلق.. باب السعادة دوني؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > هل أغلق.. باب السعادة دوني؟


  هل أغلق.. باب السعادة دوني؟
     عدد مرات المشاهدة: 2148        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاكم الله ألف خير على هذا المجهود الطيب وجعله في ميزان حسناتكم ورزقكم الله من حيث لا تحتسبون ..

أنـآ فتـآة في الثامنة عشر من عمري .. لقد انهيت دراستي الثانوية .. من نصف سنه تقريبا ..

كان هدفي وحلمي هو دراسة تخصص معين وكنت أحلم بأن ادخل الجامعه التي وضعتها في مخيلتي ولكن والدي واخواتي رفضو لانها بعيده عن المدينة التي نعيش بها

فبدأت ابحث عن جامعه آخرى تحتوي على التخصص الذي أحلم به منذ الصغر وتحديت الكل من أجل الحصول عليه .. فحصلت على الجامعه.

ولكنها جامعه مخطلطه ومصاريفها عاليه فرفض فالبداية اخوتي وبعدها رفض والدي لأنهم قدرو على أقناعه وتسكرت ابواب التسجيل ولم أتمكن من التسجيل في اي مكان فتأثرت كثيرا وضاقت بي الدنيا ..

فقال لي والدي أنا سأقف معك وسأدخلك هذه الجامعه في باب التسجيل الثاني والدي حفظه الله واصلح باله من نوع الرجال الذين لا يثبتون على رأي واحد فهذا الشي جعلي لا اثبت على رأيه وكأنني متأكده من أنه لن يسجلني في هذه الجامعه..

فصبرت أبتعدت عن جميع صديقاتي أصبحت لا اريد أن اتحدث مع أي واحده منهن لكي أتجنب هذا السؤال اين تدرسين الآآآآآآن فأصبحت أشعر بالفراغ من جميع النواحي سجلت في معهد لكي أبعد عن نفسي الملل ف البداية كنت متحمسه للذهاب اليه

ولكنني بدأت أشعر بشي بداخلي يمنعني من الذهاب أشعر وكأنني لا اريد الذهاب أو عندما يقول لي والدي هل تريدين الذهاب إلى المعهد أشعر بضييق كبييييير ..

تمنيت من كل قلبي لو يتقدم لي شخصن ما واتزوج لكي أبتعد عن هذا الفراغ وأن اقدر على مواجهة الناس فأكثرت من هذه الدعوه.

وفي الواقع تعلقت بها أكثر من رغبتي في الدراسة والى الآن اتمنى من الله الفرج القريب وأن يستجيب لي دعوتي عاجلا غير آجلا واتمنى منكم أن تدعو لي يا من تقرأوون ..

فلقد مرت الشهور وفتحت أبواب التسجيل ورغبتي بالزواج أكثر من رغبتي في الدراسةاللهم فرج كربي ويسر لي أمري وعجل لي زواجي يارب العالمين اللهم آمين ..

لم يفتح لي أبي الموضوع فبقيت أنا صامته وعرفت بأن والدي لا يرغب بتسجيلي في هذه الجامعه فبادرت في البحث عن جامعه آخرى فبحث.

ولقد حصلت على جامعه آخرى واخبرت والدي عنها في البداية رفض ولكن بعدها وافق ففي اليوم الذي أريد أن اذهب للتسجيل صادف بأن المحكمه لقد طلبت من والدي مبغ كبير للضمان والتأمين وللعمال وغيره

فوالدي في الواقع يمر بمشكله فرج الله عنه وأصبره .. فلم يستطيع والدي الذهاب بي الى الجامعه وتسجيلي فلقد تضايق كثيرا من المبلغ المطلوب.

وانا أشعر بأنه لا يسطيع ان يدفع لي فأشياء كثيره من حوله عليه الدفع ووو الخ فضقت كثيرا كثيرا بدأت أشعر بأنني منحوسه وبأن الدنيا مغلق بها ابواب سعادتي لا أريد أن ايأس ولكن هذا ما بدأت أشعر به ..

أود ان اعلمكم بأن التخصص الذي أبحث عنه لا يتوفر في الجامعات الحكومية بل في الجامعات الخاصة .. لكن زاد شعوري بالفراغ ولا أعلم ماذا أفعل في أوقاتي هذه أشعر بهم كبيييييير يعيش بداخلي ..

لا اريد أن افكر في تخصص آخر أريد أن اصل إلى أملي وهدفي وطموحي فأنا متعلقه كثيرا بحلمي .. أعتذر عن الاطاله ولكن أريد معينتكم بعد الله فأرجوكم أعينوني وأفيدوني .. الحمدلله على كل حال ..

بسم الله الرحمن الرحيم .

بعد أن أنهيت دراستك الثانوية لم تتمكني من التسجيل في التخصص الذي كنت ترغبين بسبب رفض أهلك الفكرة الجامعة بعيدة عن سكنك، وعندما وجدت البديل كانت هناك بعض العقبات فلم تتمكني من التسجيل.

وبنتيجة هذا الوضع شعرت بالحزن والكآبة وفقدت الرغبة في أمور كثيرة وبدأ التشاؤم يتسلل إلى قلبك خاصة وأنه كان لديك شك في أن والدك لن يسجلك في التسجيل الثاني كما وعد.

سجلت في المعهد، إلا أن المعهد لك يكن ما تريدين بالأساس، فهو لن يحقق لك طموحك. ولهذا شعرت بالضيق أكثر وأصبح الذهاب للمعهد يجعلك تشعرين بالانقباض.

وكنت حائرة ومرتبكة، وربما مكتئبة أيضاً بسبب هذا الوضع الذي أنت فيه. وكمخرج من هذا الأزمة النفسية فكرت أن الزواج قد يكون حلاً لك فبدأت تشغلين بالك به.

وعلى الرغم من هذا استمر بحثل عن تحقيق طموحك فوجدت جامعة إلا أن أمراً طارئاً حال دون تسجيلك، مما زاد من ضيقك وإحباطك.

أنت تريدين تحقيق طموحك بالدراسة، وفي الوقت نفسه توجد صعوبات متنوعة قد تحول دون ذلك، وأنت حائرة لا تعرفي ماذا تفعلين.

كان طموحك أن تدرسي تخصصاً معيناً وربطت الكثير من التوقعات والأماني بهذا التخصص، حتى أنك ربطت سعادتك الحياتية كلها بهذا التخصص. وبما أنك كنت مصممة على دراسة هذا التخصص فقط ولا تخصص غيره، فإن خياراتك الأخرى كانت معدومة، أي أنك بالأساس لم تفكري بها أصلاً. بعبارات أخرى.

وضعت الخطة (أ) وتوقفت عندها ولم تضعي أي خطة بديلة لنوع آخر من الدراسة قريب مما تريدين دراسته و قريب من بيتك وتستطيعين تحمل التكاليف. أي أنك عملياً سددت كل الأبواب أمامك ولم يبق إلا باب واحد مفتوح لك.

لكن على هذا الباب يقف حارس صارم، أي الموانع المادية والاجتماعية التي منعتك من عبور هذا الباب على الرغم من أنك متفوقة.

وبهذا الشكل فقد وضعت أولى أحجار ما تصفينه بمشاعر السأم والملل والفراغ، أي مشاعر اليأس وما يرافقها من كآبة وضيق.

وكان تفكيرك بالزواج نوع من الهروب لمليء مساحة من حياتك ولإشغال تفكيرك بأمور تلهيك عن التفكير بعدم تحقق ما كنت بريدين من دراسة.

ولكن التفكير الزواج شيء والزواج شيء آخر. فمسألة الزواج لا تقررينها أنت كقرار إلا إذا كان هناك من يخطبك من أهلك.

وبما أنه لا يوجد من يخطبك الآن وأنت مضطرة للانتظار ليس أكثر، كما هو حال كل فتياتنا، فإن تفكيرك يدور في حلقة مفرغة وظيفته الإلهاء فقط.

لكن انتظار العريس وطول الفترة تسبب الإحباط أيضاً، مما يجعلك تشعرين نفس المشاعر التي تشعرينها بسبب الجامعة، فتزيدين الأمر سوءاً.

فما هو الحل: الحل هو أن تقومي بإعادة النظر مرة أخرى بخياراتك فيما يتعلق بالدراسة والبحث عن البدائل الممكنة المتوفرة للتخصص الذي تريدينه، أو التي قريبة منه، وتناقشي والدك نقاشاً جدياً وواقعياً حول استعداده لتمويل دراستك بالفعل.

وإذا لم تكن هناك إمكانية للتمويل يتم التفكير بالبدائل الممكنة المتوفرة والقريبة من التخصص الذي تريدين دراسته بدلاً من التحسر على دراسة المعهد أو دراسة تخصص تقف بعض الظروف عائقاً في سبيله. لن يفيد التفكير المستمر بفكرة أنك لا تريدين سوى هذا النوع من الدراسة: بمعنى إما هذه الدراسة أو لا دراسة أخرى.

لأن هذا النمط من التفكير هو البذرة الأولى للاكتئاب ولأحاسيسك التي تصفينها. فكري بالأمر من زاوية ثانية وثالثة ورابعة، وادرسي خياراتك المتوفرة واختاري أيسرها لك ولوضع أهلك وإلا ستظلين غارقة في دائرة مغلقة من الأفكار السلبية وما تجره عليك من مشاعر مؤلمة ومزعجة. مع تمنياتي بالتوفيق.

الكاتب: أ.د. سامر جميل رضوان

اللمصدر: موقع المستشار